حاتم فاروق (إيكاتيرنبيرغ)

تنطلق، اليوم الثلاثاء، بمدينة إيكاتيرنبيرغ الروسية، الدورة الثانية من القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المبادرة المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، بمشاركة أكثر من 2000 مشارك من ممثلي حكومات 40 دولة، فضلاً عن قادة قطاع الصناعة العالمي من القطاعين العام والخاص، والأكاديميين، وممثلي المجتمع المدني، ورواد التكنولوجيا والمستثمرين.
وتناقش القمة التي تعقد على مدى ثلاثة أيام، تحت رعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدداً من القضايا الملحة المرتبطة بقطاع الصناعة العالمي، في وقت تواصل فيه تقنيات الثورة الصناعية الرابعة إحداث تغييرات كبيرة في كل من القطاع الصناعي وكافة جوانب حياة المجتمعات العالمية، وذلك بمشاركة 80 شركة عالمية وأكثر من 22 منظمة دولية وإقليمية مهتمة بالشأن الصناعي.
وتعقد القمة العالمية للصناعة والتصنيع في دورتها الحالية تحت شعار «تقنيات محاكاة الطبيعة ومستقبل الصناعة»، وتشهد 40 جلسة بمشاركة 100 متحدث منهم 15 متحدثاً من دولة الإمارات، حيث تسلط مناقشات القمة الضوء على مواضيع ذات أهمية بالغة مثل استدامة القطاع الصناعي، والاقتصاد التدويري، والأمن الغذائي، والمدن المستقبلية، والأمن السيبراني، والطباعة ثلاثية الأبعاد، ومستقبل سوق العمل، وسياسات القطاع الصناعي ودورها في تحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة.
وتعتبر القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المنصة الأولى من نوعها لقطاع الصناعة العالمي التي تجمع قادة الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية لبناء خريطة طريق للاستثمار في الكفاءات، ودعم الابتكار وتطوير المهارات الضرورية لوضع القطاع الصناعي على رأس التنمية الاقتصادية العالمية والمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
ويضم الوفد الإماراتي المشارك في فعاليات القمة الحالية، معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية ومعالي سيف محمد الهاجري رئيس دائرة التنمية الإقتصادية عضو المجلس التنفيذي، بالإضافة إلى أكثر من 80 مشاركاً يمثلون القطاع الصناعي الوطني على المستويين الحكومي والخاص، فضلاً عن عدد من رواد الأعمال الإماراتيين، كما سيتم على هامش الفعاليات تنظيم حفل توزيع جوائز تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين، حيث سيتم تكريم أربعة مبتكرين قدموا حلولاً صناعية لأبرز التحديات التي تواجهها المجتمعات في الدول الأقل نمواً حول العالم، ومنحهم جوائز نقدية وعينية تقدر قيمتها بنحو مليون دولار.
واستضافت أبوظبي الدورة الأولى من القمة العالمية للصناعة والتصنيع التي عقدت تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مارس من عام 2017.
ونجحت القمة في دورتها الأولى والتي جمعت أكثر من 3 آلاف من قادة الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية من أكثر من 40 دولة، في إرساء وتحقيق قواعد الازدهار المستقبلي للقطاع الصناعي العالمي، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك لبناء شراكات صناعية ومجتمعات أكثر ازدهاراً واستدامة، بحسب بدر العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة، كما استطاعت تكريس موقع الصناعة العالمية في مركز التحول الاقتصادي وصنع السياسات، وتعزيز دوره الأساسي في دفع عجلة التعاون الدولي.
وكان معالي المهندس سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، قد أكد التزام دولة الإمارات بالمساهمة في إعادة صياغة مستقبل القطاع الصناعي العالمي بما يتماشى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وضمان قيامه بدوره الأساسي في إعادة بناء الاقتصاد العالمي، معرباً عن اعتزاز الإمارات بتنظيم الدورة الثانية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في مدينة «إيكاتيرنبيرغ» الروسية والتي تعد عاصمة الصناعة في إحدى أكبر الدول الصناعية على المستوى العالمي.
وأضاف أن دولة الإمارات تمكنت من خلال هذا الالتزام من بناء قطاع صناعي قوي وريادة الجهود العالمية في مجال تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وندعو قادة القطاع الصناعي من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحوار وتبني الاستراتيجيات التي تساهم في توظيف تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة لبناء الازدهار العالمي.
وقال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: «بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في أبوظبي في عام 2017، ستعمل دورة القمة الثانية في روسيا على توحيد مجتمع الصناعة العالمي، والتأكيد على أهمية توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق التنمية الصناعية والاجتماعية الشاملة والمستدامة».
وأضاف العلماء: «لا شك في أن الطبيعة تشكل مصدراً قوياً للإلهام، سواء للعلماء أو للتقنيين، ومن خلال تسليط الضوء على تقنيات محاكاة الطبيعة، تهدف دورة القمة لهذا العام إلى استلهام الابتكار الهائل الذي تتميز به الطبيعة ومحاكاته عن طريق حلول فعالة تدعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة». وتعكف القمة الراهنة على إطلاق حوار عالمي يشارك فيه قادة القطاع الصناعي العالمي، بهدف رسم ملامح الدور الذي يجب على القطاع الصناعي أن يضطلع به للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، من خلال جلسات نقاش مخصصة لمناقشة مساهمة التنمية الصناعية في توفير حلول مبتكرة للعديد من القضايا العالمية المهمة، مثل الفقر والجوع، وحماية البيئة وضمان التنمية الشاملة للمجتمعات الإنسانية.
وتسلط القمة، الضوء على بعض أبرز تقنيات محاكاة الطبيعة عبر جلسات خاصة تهدف لاستكشاف الطرق التي يمكن للقطاع الصناعي من خلالها استلهام الطبيعة لوضع حلول مبتكرة للقضايا الملحة التي تواجهها المجتمعات البشرية، فيما سيناقش المشاركون سبل وضع خريطة طريق واضحة تضمن تحقيق نتائج ملموسة في الشأن الصناعي الدولي، حيث ستعقد خمس جلسات تركز على التطورات التي يشهدها القطاع الصناعي في كل من أوراسيا، وإفريقيا، وأميركا اللاتينية، وآسيا الوسطى وشرق آسيا، ورابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان). ودعا المزروعي، ولي يونغ، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، قادة قطاع الصناعة العالمي من القطاعين العام والخاص، إلى المشاركة في فعاليات الدورة الثانية من القمة.

الرئيس الروسي يستعرض دور الصناعة في الازدهار
يفتتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم، فعاليات الدورة الثانية من القمة العالمية للصناعة والتصنيع.
ويركز الرئيس الروسي خلال كلمته على الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع الصناعي في تحقيق الازدهار العالمي. ويلي كلمة الرئيس الروسي جلسة نقاس يشارك فيها كل من معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية والرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار، ومعالي دينس مانتوروف وزير التجارة والصناعة في جمهورية روسيا الاتحادية، ولي يونغ المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والتي تسلط الضوء على الدور الذي تلعبه القمة في صياغة مستقبل القطاع الصناعي العالمي ورؤية كل من الإمارات وروسيا والقطاع الخاص ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» لمستقبل القطاع الصناعي العالمي.
ويحضر الجلسة عدد من كبار الوزراء وقادة القطاع الخاص من مختلف أنحاء العالم.